معجزات القديس العظيم ابو فانا المتوحد
انقاذ الشعب من المجاعة
كان قساً يلازم أبينا أبو فانا ليقدس عنده ويتناول من يده الأسرار الالهية المقدسة جاء اليه يوماً وهو باك وجع القلب وعندما فرغ من صلاة التقديس وجلس مع الأخوة قال له القس: يا أبانا ان القحط قد وقع بكثرة وتتضور الناس فى الشوارع من كثرة الجوع ، فصلى القديس أبو فانا حتى يرحم الله خليقته وينقذها من المجاعة.
فأرسل الرب اليه الملاك ميخائيل ولما رآه جزع منه فقال له المـــــلاك " يا فانا، يا فانا، يا فانا ، لا تجزع ولا يخف قلبك فان الرب أرسلنى اليك " فأجاب أبو فانا المــلاك " ها أنا ذا ".
وقال له الملاك: " أنطلق الى مدينة ( أسيوط ) وعل سائر أهلها فان الرب يعرف كيف يعول سائر العالم ويدبر أمر خليقته . فقال ابو فانا من اين لى انا المسكين الحقبر ما يقوم بأهل المدينة وانا لا اقدر ان اعول رجل واحد خاصة فى هذه الايام المجدبة والقحط ، اغفر لى ياسيدى . فقال له الملاك " اذ لم تقدر ان تعول نفساً واحدة ولا نفسك أيضاً، لكن الله يعول خليقته حتى ولو كانت كرمل البحر وهو سمح بالمجاعة لتأديبهم ولمنفعتهم " وحينما دخل القديس الى المدينة ورفع يديه بالصلاة انقشعت ظلمة المجاعة عنها.
معجزة اشباع الزائرين
حضر جماعة كبيرة لزيارة القديس ولم يكن عنده خبزاً يقدمه لهم كعادته حينما يحضر اليه زائريه ، وكان تلميذه افرآم قلقاً وبينما كان يفكر فى نفسه دعاه القديس وطلب منه أن يدخل الى داخل المغارة ويحضر ما فيها من الخبز ويقدمه امام الزائرين ووجد افرآم هناك خمسة ارغفه فقط فأحضرها وقدمهما للزائرين وكان عددهم كثيراً جداً ، وما أعظم الأعجوبة التى صارت اذ أخذ كل منهم وأكل من الخبز وشبعوا جميعاً وفضل عنهم رغيفاً كاملاً صحيحاً وبعض الفتات.
شفاء المرضى واخراج الشياطين
نال القديس أبو فانا من الله مواهب كثيرة اذ كان مسكناً للروح القدس بسبب طهارته ومحبته للصلاة وتواضعه ، فكانت له نعمة شفاء الأمراض وذاع خبره فى كل تلك النواحى، فجاء اليه مرضى كثيرون يقاسون من أمراض كثيرة ، فكان القديس يصلى فيشفوا.
وكان له سلطان على الارواح الشريرة فكان يطردهم ويشفى الذين كانت متسلطة عليهم ، وذلك بقوة صلاته وبسلاحه الذى لا يغلب الذى هو اسم يسوع المسيح مخلصنا ، وفى حياته شفى مرضى كثيرين من أمراض كثيرة لا يمكن حصرها اذ كان ميناء نجاة وشفاء بل راحة لكل من يقصده فينال شفاءاً جسدياً وسلاماً وراحة.
وذات مرة بعد ان عاد افرآم تلميذه من التجول فى الجبل لنسكياته الروحية وخلواته فى الجبل شاهد على باب مغارة القديس قساً كان واقفاً يتألم من مرض فى رأسه وقد تورمت هامته تورماً عظيماً وكان يصرخ من شدة الألم ولم يستطيع أحد ان يتحدث معه ، وعندما رأى تألم القس تأثر فى نفسه واشفق عليه وكان القس متعلقاً بباب المغارة اذ كان يبصر من شقوث الباب نوراً يملأ المغارة والقديس فى داخلها ، ودخل افرآم المغارة وتقدم الى القديس يخبره بأمر القس فخرج اليه أبو فانا ورفع يديه بالصليب وبزيت وصلى عليه فشفى فى الحال وعندئذ التفت اليه أبو فانا وخاطبه قائلاً: " ها أنت قد شفيت من كثرة أتعابك فلا تعد تخطىء لئلا يصيبك أشر " فمضى من عنده القس معافى صحيحاً وكان يمجد الله الذى استجاب طلبة قديسه أبو فانا.
اقامة صبيا من الموت
كان الجبل يزدحم بالزائرين الذين يريدون نوال بركة القديس أبو فانا وطالبين صلاته عنهم، وذات يوم اتاه رجل مصطحباً ابنه الصبى ، وبينما كان الصبى يصعد على الجبل زلت قدمه وتدحرج من فوق الجبل الى اسفل سفحه فمات ، لكن اباه لم ينزعج بل كان له ثقة فى القديس ابو فانا ، فحمل ابنه وارقده امام باب المغارة التى يسكنها القديس ، وبينما كان القديس خارجاً من مغارته ليبارك الزائرين ، اذ به يرى الصبى مطروحاً ميتاً أمام مغارته ، فرفع عينيه الى السماء فى صلاة حارة ورفع يده ورشم الصبى بعلامة الصليب المقدس ودعاه ان يقوم فاذ بالصبى تتحرك يداه ورجلاه فدعاه القديس ان يذهب الى ابيه ففى الحال قام الصبى وذهب الى أبيه ، فتعجب الجميع من هذه المعجزة ، اما والد الصبى فكان مبتهجاً وفرحاً بسلامة ابنه ، وعاد الجميع الى بيوتهم وهم يمجدون الله الذى تعظم بقوته فى قديسه ابو فانا.
اقامة ميتا
حدث ان تاجراً كان يتجول كعادته وكان معه ألف دينار وابتدأت الشمس فى المغيب فدخل الى قرية بالقرب من الجبل ووجد هناك قساً كان يسكن فيها فآوى اليه التاجر وهو مطمئن النفس وقد شاهد القس الذهب الذى مع التاجر فدخل الشيطان فى نفسه وأوقع فى قلبه الطمع فقام وأعد مائدة وقدم له خمراً فأكل التاجر وشرب خمراً كثيراً حتى تثقل عقله بالخمر وغلبه نوم ثقيل ، وكان الشر قد تملك فى قلب القس فقام بغدر عليه وقتله وأخذ ما معه من ذهب وحمله فى أثناء الليل الى الجبل وطرحه أمام باب مغارة أحد الأخوة الرهبان ، وحينما استيقظ الأخوة وخرجوا من قلاليهم كعادتهم كل صباح لحضور الصلاة فى الكنيسة وجدوا القتيل مطروحاً أمام الباب فقرعوا باب المغارة وحينما خرج الأخ من المغارة سألوه عن أمر القتيل لكنه أجابهم أنه لا يعلم شيئاً عن الأمر ، فذهب الأخوة الى القديس أبو فانا وأعلموه أن قتيلاً وجد فى الجبل مطروحاً أمام باب مغارة أحد الأخوة فأجابهم القديس قائلاً " اذهبوا الى الميت وأسألوه من الذى قتلك؟! فعاد الأخوة ومعهم القديس ووقفوا امام جسد الميت وسألوه من الذى قتلك؟!! فقام الميت جالساً وتكلم معهم وأخبرهم ان الذى قتله هو القس وأوصاهم أن يأخذوا منه الذهب ويرسلوه الى أولاده وحدد لهم مكان اقامتهم ، فقام الأخوة وأرسلوا الى القس وأخذوا منه الذهب الذى سرقه من التاجر وأسلموه الى الحاكم ، اما القديس فتقدم وقال للرجل الميت اضطجع بسلام الى يوم الدينونة فرقد الرجل فى الحال ، وأرسل ابو فانا الى اولاده رسالة يعزيهم فيها عن أبيهم.
موهبة كشف الافكار
وهب الله قديسه ابو فانا موهبة كشف الافكار التى تدور بخلد زائريه ومعرفة أسرار قلوبهم ، وكان الناس يتعجبون من هذه الدالة التى للقديس عند الله اذ يكشف له كل الاسرار، وذات مرة فكر تلميذه افرآم اذ نظر كثرة التعب والنسك الذى يمارسه القديس قائلاً فى نفسه "ماذا ينتفع هذا الأب من وراء هذه الأتعاب المضنية والشقاء الكثير ، وبعد أن أهلك جسده حتى صار كالميت؟!! " وعرف القديس بالروح ما يدور فى نفس تلميذه ، وما يجول بخاطره من أفكار فأراد أن ينقذه من تلك الهواجس والشكوك التى تقلقه ، فناداه القديس وطلب منه أن يحضر ثلاثة أحجار صغيرة من الجبل ثم قال له القها فى حوض الماء الذى عند باب المغارة حتى يعيد الرب معجزة فأس الحديد التى حدثت مع اليشع النبى ( 2مل 6: 5، 6 ) ، مع أحد هذه الحجارة فاٍذا بأحد هذه الحجارة الثلاثة التى القاها تلميذه تعوم طافية فوق الماء ، وبعد ماعمل افرآم ما أمره به القديس دعاه وسأله " كم تعبت يا ابنى وانت تلقى بالحجارة فى الماء؟! فأجابه التلميذ: " انه تعب قليل وزهيد يا أبى " فأجابه القديس على الفور " بالحقيقة يا ابنى اننى أخبرك أنه حتى ولو كان تعبك زهيداً بهذا المقدار فان الله سوف يجازيك عنه من أجل طاعتك، فتيقن التلميذ ان القديس قد عرف ما كان يدور بفكره فخر عند قدميه وسأله أن يغفر له.
روح النبوة
كانت حياة القديس ابو فانا فى زمن الملك ثيؤدوسيوس الذى حكم بين عامى ( 378 - 395م ) ، والذى حظى من مؤرخى الكنيسة بلقب العظيم فقد اباد الوثنيـة وطارد الهرطقة وبأمره عقد مجمع القسطنطينية سنة 381م ، وتوفى فى سن الخمسين من عمره وتولى بعده ابناه الضعيفان أركاديوس وأنوريوس وكان الاول أريوسياً والثانى شريراً ، وبلا شك فان الحكم المجيد لثيؤدسيوس كان سبباً فى انتشار الكنيسة ومساندة الايمان المستقيم ، كما كان موته سبب انزعاج لأن ابناه لم يسيرا فى طريق تقواه.
وفى يوم 19 يناير سنة 395م دعا القديس أبو فانا تلميذه افرآم وقال له: " ان الملك ثيؤدوسيوس قد تنيح اليوم ، فأثبت التلميذ عنده التاريخ وعندما توجه الى المدينة ليبيع شغل اليد ويحضر بعض الاحتياجات ، أخذ يستقصى عن الخبر فعلم أن الملك فعلاً قد مات فى ذلك التاريخ الذى سمعه من القديس فتعجب ان معلمه قد علم بروحه وهو فى قلايته المظلمة عن موت الملك.
بركة صلاتة تكون مع جميعنا امين...صلوا لاجل ضعفي
0 التعليقات:
إرسال تعليق